مراكب نحو الشرف

بعد ايام من رجوعنا من التحرير كنت قد قررت ان اكتب شئ ولاول مره اجد نفسى وانا اكتب ان هناك دافع او ربما يساورنى شك بداخلى ان هناك واجب فى الافق يلوح الى.... ان هناك ما يستحق الكتابه....وقد سبق وكتبت عن هذا الموضوع خاطره صغيره بنفس العنوان (مراكب نحو الشرف) ربما اجد ان هذا هو الواجب الذى تحتم على ان اكتب هذا الموضوع بالذات اكثر من مره....لقد تجاوزت فترات طويله كنت اكتب خلالها من باب الفضفضه وتخاريف يضيق بها صدرك فتجد نفسك تفرغها على اوراقك فى عجاله كأنك تتخلص منها....ولكنى مثل ملايين المصريين قد تغيرت بعد يناير اصبحت ابنا لهذا الشهر واصبحت اثور على كل شئ حتى ذاتى...وذات ثورة فكريه وحنين لايام قصيره مضت قبل الثوره وفى ليلة نديه استعرضت ما باعماقى لاجد نفسى مدانا بالكثير لاجيال سبقتنى.........نعم نحن شباب ...ونعم صنع شبابك يامصر الثوره التى انقلبت لها موازين الحكم وزلزلت معها اركان دولة الظلم واجبرت الطغاه على الركوع والاستسلام....وكتبت عهدا جديدا لتدشن حجرا لاساس حضارى وتاريخى سوف يبدأ وسوف يكون دائما الى الامام.... ولكنى رغم ذلك وجدت بداخلى حنين عجيب يتملكنى فقمت الى مكتبتى اتامل كتبها ودفاترها واوراقها ....اتامل ما احتفظت به من الجرائد والمجلات على مدى اعوامى القليله.....وما احتفظ به والدى من قبلى واستعرضت الاسماء التى ساهمت على مدى خمسون عاما فى الكتابه ضد هذا النظام الفاشى الفاشل بدأت اتذكر كل الاقلام التى تقصفت وكل الاوراق التى مزقت وكل الكتاب الذين تمت تصفيتهم جسديا وان لم يختفوا نهائيا فيكون هناك بديل اقرب وهو القتل المعنوى ... فكم من مبدعينا اختفوا الى الابد دون رجعه .......ولم نسمع عنهم خبر واحد ولم نقرأ لهم كلمه واحده.....ورغم كل هذا ظلت الاقلام تكتب والكلمات تتشكل كالقذائف التى تنزل على راس هذا النظام ورغم حرصهم على تعطيل مسيرة المعارضه بحيث اصبحت الحياه الحزبيه فى مصر اكثر مرضا فلم نعش ولو لمره واحده فكرة التعدديه الا عن طريق تعدديه وهميه وكاذبه....ورغم كل هذا الضباب الذى لطالما اعمى اعيننا قبل يناير كانت هناك دائما منارات تشعل اضوائها ليهتدوا الاخرين ........وتبعث بكلماتها بالحق حتى لو كلفهم هذا الحق ارواحهم تلك المنارات انما كانت اقلام كتاب وهبوا انفسهم لقضيه واحده الا وهى تتلخص فى كلمتين لا يصح الا الصحيح وهكذا لم يتعودوا على الصمت ابدا ... عندما ابحرت ذكرياتى ناحية هؤلاء تذكرت افضالهم علينا......اذا كنا قد قمنا بثوره فمن اذا ساهم فى زرع الثقافه الثوريه ذاتها بداخلنا....من قام بتوعيتنا ونحن اطفال ..... وتوجيهنا ونحن شباب .....كيف كانت اقلام هؤلاء الشرفاء تحمل الينا معانى الحريه والكرامه وكيف اناروا عقولنا.......تذكرت اسماء واسماء ولكن جاءتنى فكره يشترك فيها كل من يدخل الى المنتدى سواء عضو او زائر ارجو من كل واحد ان يكتب اسما يراه قد ساهم فى انارة الطريق امامه كاتبا اضاءت كلماته جنبات عقلك واشعلت بداخلك نار الثوريه وان كنا لا نستطيع ان نذكرهم جميعا ولكن يجب على الاقل ان نتذكر من نستطيع ذكره...........تحيه الى كل اقلام الشرفاء الذين كانوا دائما مراكب تمضى بنا الى برا امن حيث شاطئ الحقيقه فى دولة لطالما كان كل ما فيها زائف.....تحيه الى كل من عانى يوما بسبب كتاباته ....لن نستطيع ان نعوضكم عما فات ولكن نستطيع فقط ان نتذكركم وان نكن اليكم كل الاحترام.............

بارك الله فيكم اخى( جاسم ) على هذه الكلمات الرائعة جزاكم الله خيرا فكلماتك هذه حركت بداخلنا الكثير من المشاعر الصادقة

فعلا هناك اشخاص لهم الفضل بعد الله عز وجل فى انارة عقولنا البسيطة وتهيئتنا لنكون شبابا ثوريا يابى الذل ويموت من اجل الحرية وهؤلاء ليسوا كتابا فقط بل كتاب ومعلمين وعمال واميون كل من ساهم فى زرع كل جميل فى نفوسنا ومنهم اذكر

(أبى رحمه الله اللهم ارحمه كما ربانى صغيرا ) الذى تعلمت منه عزة النفس والصبر على كل مكروه والحلم والحكمة والكثير والكثير اشكرك ابى رحمك الله على ما ربيتنى عليه وعلى كل ما علمتنى وجعلنى اللله فى ميزان حسناتك حتى لا ينقطع عملك بعد مماتك وتعجز كلمات الدنيا عن وصف شعورى الان..........

(امى بارك الله لى فيها واعاننى على برها على خير البر ربتنى وسهرت من اجلى الساعات والايام والشهور والسنين تعلمت منها الكثير والكثير وتعجز كلمات الدنيا عن وصف شعورى تجاهها وعن وصف ما فعلته من اجلى انا واخوتى )
فالحمد لله على ما وهبنى والدين مثلكما اعاننى الله على بركما فى حياتكم وبعد ممكاتكم

(ممن تعلمت منهم اخوتى الذين شاركوا فى تربيتى فقد رزقنى الله بالاخت الحنون التى هى امى الثانية ورزقنى ابوين (اخوين )هما بالنسبة لى ابوين منحنى الله اياهم)

(اساتذتى الذين علمونى الدين وشيوخى)

(تعلمت من معلمين ومعلمات فى مدرستى )

(ومن اساتذتى فى الجامعة)

من الكتاب من كانت قراءئه تمثل لى حياة جديدة تطل منها اشراقة الامل
(ابن الجوزى - ابن القيم - الامام الغزالى - وغيرهم من الكتاب والعلماء والشيوخ الذين لا نستطيع ان نحصرهم )

فمنهم من اثر فينا بكلمة عابرة عدلت موازين حياتنا الى الافضل
كل هؤلاء جزاهم الله عنا خير الجزاء واعاننا على رد جميلهم
والفضل كل الفضل لله عز وجل (الذى هدانا لدذا وما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله)
(اللهم ما اصبح بنا من تعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر)